أمرت الصين بفرض إجراءات على مستوى البلاد للكشف عن حالات الإصابة المشتبهة بفيروس كورونا المستجد على القطارات والطائرات والحافلات، مع ارتفاع عدد المصابين والوفيات.
وأفاد بيان لجنة الصحة الوطنية أنه سيتم وضع محطات لكشف الإصابات وسيتم نقل الركاب الذين يُشتبه بإصابتهم «فوراً» إلى مركز صحي.
وأمرت السلطات بتعقيم القطار أو الطائرة أو الحافلة بعد عزل الحالات المشتبهة.
وأفاد البيان بأن على «جميع إدارات النقل» فرضت تدابير وقاية ومراقبة «مشددة» تشمل إجراءات للكشف عن الفيروس في المطارات ومحطات القطارات والحافلات والموانئ.
وأكد أنه سيتم تطبيق الإجراءات على جميع المسارات وعند النقاط الحدودية والجمركية.
ويوصي الأمر الهيئات المعنية بقطاع السفر أن تقدم تفاصيل بشأن الأشخاص الذين كانوا على اتصال بالحالة المصابة، كأولئك الذين سافروا في العربة نفسها على سبيل المثال.
ويطبّق الأمر على جميع المناطق والمقاطعات.
وأضاف البيان أن على جميع المناطق وضع «خطط استجابة طارئة» لتفشي المرض تشمل تدريب الكوادر الطبية.
وجاء الإعلان بينما أغلقت السلطات خمس مدن جديدة يبلغ عدد سكانها نحو 56 مليون نسمة اليوم (السبت) في محاولة لاحتواء المرض ليشمل حظر السفر المفروض في مقاطعة هوبي وسط البلاد 18 مدينة.
ونشرت السلطات 450 موظفاً صحياً عسكرياً، لدى بعضهم خبرة في مكافحة مرضي «سارس» أو «إيبولا» في مدينة ووهان، التي ظهر فيها الفيروس للمرة الأولى، وفق ما أفادت وسائل إعلام رسمية السبت.
وأعلنت الحكومة السبت أن حصيلة وفيات فيروس كورونا المستجد في الصين ارتفعت إلى 41، بعدما توفي 15 شخصاً في ووهان.
وارتفع عدد الإصابات المؤكدة إلى 1287، مقارنة بـ830 حالة تم تسجيلها قبل 24 ساعة. وتم تسجيل معظم الحالات والوفيات في هوبي.
وكثّفت الصين جهودها لاحتواء فيروس كورونا المستجدّ، فعزلت أكثر من 40 مليون شخص أمس (الجمعة) بينما أُلغيت احتفالات كانت مقرّرةً اليوم (السبت) لمناسبة السنة القمريّة الجديدة وأُغلِقت مواقع شعبيّة تلقى إقبالاً.
وتضاعفت اليوم الحصيلة الرسميّة لضحايا الفيروس الذي ظهر في ديسمبر في سوق بمدينة ووهان، مع تأكيد وفاة 41 شخصاً في الصين بين نحو 1300 مصاب بالفيروس في داخل البلاد.
أمّا في الخارج، فسُجّلت إصابة ثانية بالفيروس في الولايات المتّحدة، وثلاث إصابات في فرنسا، للمرّة الأولى في أوروبا.
ومدينة ووهان الصينيّة التي يبلغ تعداد سكانها 11 مليون نسمة وُضعت بحكم الأمر الواقع تحت الحجر الصحي منذ الخميس، وفي العاصمة الصينيّة، ارتدى موظّفو المترو أزياء مخصّصة لحماية أنفسهم وقياس حرارة أجسام المسافرين عند مدخل محطّة بكين.
ويزداد إلغاء الاحتفالات وإغلاق المواقع منعاً لانتشار الفيروس. وتبدأ العطل الطويلة للعام الصيني الجديد الجمعة، عشيّة بدء سنة الفأر في 25 يناير. ويتنقل خلال هذه العطلة مئات الملايين، وهو ما يُفاقم العدوى.
وفي مؤشّر إلى القلق الذي ساد كلّ أنحاء الصين، أعلنت السلطات إغلاق أقسام من سور الصين العظيم ومواقع رمزيّة مثل مقابر مينغ. وسيُبقي استاد بكين الوطني الذي شُيّد للألعاب الأولمبية في بكين عام 2008، أبوابه مغلقة حتى 30 يناير.
وأغلقت «المدينة المحرمة» وهي القصر الإمبراطوري القديم، أبوابها منذ الخميس حتّى إشعار آخر وأُلغيت احتفالات رأس السنة الجديدة التي تجمع عادةً مئات ملايين الأشخاص في الحدائق للاحتفال.
وفي شنغهاي، أعلنت مدينة ملاهي «ديزني لاند» إغلاق أبوابها. ومن مونتريال، ألغى «سيرك دو سولاي» الكندي عرضاً كان مقرّراً في بكين، بناءً على طلب السلطات.
وفي مواجهة الأزمة، اتّخذ النظام (الخميس) قراراً غير مسبوق بمنع كلّ القطارات والطائرات من مغادرة ووهان، وبإغلاق الطرق السريعة.
وتوجّه عدد قليل من الطائرات إلى المدينة خلال النهار. وتلقّت الحافلات والسفن عند نهر يانغتسي، أطول نهر في الصين وتقع ووهان على ضفافه، الأمرَ بالتوقّف في الاتّجاهين.
ولليوم الثاني على التوالي، كانت شوارع ووهان مقفرة والمتاجر مُغلقة وحركة السير خفيفة. وصار ارتداء الأقنعة الواقية إلزاميّاً تحت طائلة تسطير محضر ضبط بحقّ المخالف.
ورغم ذلك، لا خشية من تسجيل نقص في الأغذية، إذ أقدم كثُر على تخزينها استعداداً للعام الجديد.
وبما أنّ المستشفيات مكتظّة، بوشر بناء مستشفى مخصّص لاستقبال 1000 مصاب بالفيروس في غضون 10 أيام. ويُفترض أن يفتح أبوابه في الثالث من فبراير، وفق وسائل إعلام رسمية.
وأعلن التلفزيون الصيني إرسال 40 طبيباً عسكرياً إلى ووهان.
وبالإجمال، ثمة 13 منطقة مقطوعة عن العالم، وتضمّ 41 مليون شخص، أي ما قد يوازي سكّان بولندا أو كندا.
وعقب اجتماع امتدّ على يومين في مقرّها في جنيف، أقرّت منظّمة الصحّة العالمية الخميس بوجود «حال طوارئ في الصين»، لكنّها اعتبرت أنّ «من المبكر جداً» التحدّث عن «حال طوارئ صحّية عالميّة».
ولم تستخدم المنظّمة حتّى الآن مصطلح حال الطوارئ العالميّة إلا في حالات وباء نادرة تتطلّب استجابة دوليّة حازمة، مثل انفلونزا الخنازير «إتش1 إن1» عام 2009 وفيروس «زيكا» عام 2016 وإيبولا الذي اجتاح قسماً من غرب أفريقيا بين عامي 2014 و2016 وجمهورية الكونغو الديموقراطية عام 2018.
وتؤكّد المنظّمة أن لا دليل حتّى الآن على انتقال العدوى من إنسان لآخر خارج الصين، مضيفةً «يبدو أنّ الأمر يقتصر حتى الآن على مجموعات أسريّة وعلى العاملين في مجال الرعاية الصحية».
ولا تطلب المنظمة فرض قيود على السفر إنما إخضاع المسافرين لفحوص في المطارات. وتطالب أيضاً «كل الدول» بوضع إجراءات لكشف حالات الإصابة بالفيروس الذي لا يوجد حالياً علاج له أو لقاح للوقاية منه.
وفي دافوس حيث يُعقد المنتدى الاقتصادي العالمي، أعلن التحالف من أجل ابتكارات تحسباً من الأوبئة (الخميس) أنّ التجارب الطبية المتعلّقة بإعداد أول لقاح يمكن أن تحصل «بدءاً من الصيف».
وتمّ الإعلان عن إصابات في دول آسيوية (هونغ كونغ وماكاو وتايوان وكوريا الجنوبية واليابان وتايلند وسنغافورة وفيتنام) وأيضاً في الولايات المتحدة وفرنسا.
ويثير المرض خشية من تكرار ما حصل مع فيروس سارس المماثل الذي أدى إلى مقتل 650 شخصاً في الصين القارية وهونغ كونغ بين عامي 2002 و2003.